فتاوى دينيه

صحيح الدين
إفشاء الأسرار الزوجية.. يهدم الأسرة
فضائل العشر الأواخر من رمضان
الزكاة نقوداً أفضل.. وصرفها في صورة رواتب شهرية.. جائز
بناء قبر في المسجد.. وصية مخالفة للشرع



في شهر رمضان يلجأ العديد من المسلمين للاستفسار عما يهمهم في أمور الدين والدنيا.
الشيخ أبو الخير محمود مدير إدارة أوقاف ههيا بالشرقية يجيب عن هذه الأسئلة لتوضيح الرأي فيها:
* يسأل إسماعيل - أ ماحكم الدين في زوجتي التي لاتطيق العيش مع والدتي المريضة وأنا في الخارج؟
** يجيب الشيخ أبوالخير محمود: عليك أن تذكر زوجتك بالصبر علي ماتجده من أخطاء أمك وتعلمها أن قيامها بمصالحها وخدمتها ودفع اساءتها بالإحسان من الطاعات العظيمة التي تجلب رضوان الله وتوجب ثوابه ثم تذكر والدتك بالاحسان إلي زوجتك وأنها بمثابة ابنتها وأن الواجب عليها أن تحسن صحبتها وتراعي مشاعرها فإن لم تستقم الأمور بينهما فلا يجوز لك أن تجبر زوجتك علي البقاء مع والدتك في نفس المكان لأن من حق الزوجة علي زوجها أن يوفر لها مسكناً مستقلاً كما ننبهك علي أنه لايجب علي زوجتك خدمة والدتك ولكن مادامت أمك مريضة وفي حاجة للخدمة والرعاية ولم تكن قادرة علي توفير من يقوم برعايتها من خادم ونحوه فقد وجب عليك كفايتها في ذلك فأما أن ينشرح صدر زوجتك لهذا وتعدك وعداً مؤكداً أن تكفيك حاجة أمك وإما أن تستأجر لها خادمة أو ممرضة تقوم علي شئونها ولكن لايجوز مطلقا ان تعرض والدتك إلي الضياع ولو استلزم الامر رجوعك من سفرك وقيامك بنفسك علي خدمتها.
* يسأل سعيد محمد: ماحكم الدين في الزوجة التي تحكي لصديقتها عن علاقتها الخاصة مع زوجها؟
** يحرم علي كل من الزوجين أن ينشر الأسرار المتعلقة بحياتهما الجنسية ومايجري بينهما من أمور المعاشرة الزوجية لأي مخلوق كان إلا في حالات الضرورة القصوي وإفشاء العلاقة الزوجية من شر الأمور لأن هذا يفضي لأخطار عظيمة من شأنها تعريض بنيان الأسرة وقد حذر من هذا الصنيع سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم يقول المصطفي صلي الله عليه وسلم "إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة سرهما".. وعن اسماء بن يزيد أنها كانت عند النبي صلي الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود فقال: ألعل رجلا يقول مايفعل بأهله ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها؟! فأرم القوم أي سكتوا ولم يجيبوا فقلت أي والله يارسول الله إنهن ليفعلن وإنهم ليفعلون قال: فلا تفعلوا فإنما ذلك مثل شيطان لقي شيطانة في طريقه فغشيها والناس ينظرون.
فشأن من يحكي أسرار الفراش كمن يجامع زوجته في عرض الطريق والناس ينظرون إلي كل مايجري بينهما.
* يسأل إبراهيم محمد فكري ماهو فضل العشر الأخير من رمضان. وماهي الأعمال المستحبة فيها؟!
** لقد كان النبي صلي الله عليه وسلم إذا فرغ من عبادة بدأ في عبادة غيرها لقول الله تعالي في سورة الشرح "فإذا فرغت فانصب وإلي ربك فارغب" وكان إذا دخل رمضان يجتهد في العبادة ما لايجتهد في غيره من الشهور لاسيما في العشر الأخير منه لفضلها وشرفها وعظيم الأجر فيها وهذا يرجع لوجود ليلة القدر فيها..وعن عائشة قالت كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأخير من رمضان أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر.. رواه الخمسة ففي هذه العشر ليلة القدر وليلة القدر نزل فيها القرآن وهي خير من ألف شهر قال تعالي "إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر" سورة القدر آيات 1:3
والأعمال المستحبة فيها الصلاة والذكر والتسبيح وتلاوة القرآن الكريم والدعاء كما ورد عن عائشة "قالت: يارسول الله أرأيت لو أنني صادفت ليلة القدر ماذا أقول فيها؟! قال صلي الله عليه وسلم قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فأعف عنا" رواه أحمد وابن ماجه والترمذي
* يسأل فتحي إسماعيل ماهو الواجب في زكاة الفطر وأيهما أفضل فيها الطعام أو النقود؟
** يجب علي كل مكلف أن يخرج عن نفسه وعمن يعوله ويلي أمره لكل واحد صاعا من أغلب قوت البلد كالقمح والشعير والذرة والصاع قدحان بالكيل المصري هذا هو رأي جمهور الفقهاء ودليلهم مارواه أصحاب السنن عن أبي سعيد الخدري قال: "كنا إذا كان فينا النبي صلي الله عليه وسلم نخرج زكاة الفطر عن كل صغير وكبير حر ومملوك صاعا من طعام من أقط أوصاعا من شعيرا أو صاعا من تمر أو صاعا من زبيب "وقدجوز أبو حنيفة وأصحابه إخراج قيمة الصاع من القمح والشعير أو التمر ونحوه نقوداً إذا كانت النقود أنفع للفقير ولم يجوز إخراج القيمة الأئمة الثلاثة والأولي ماذهب إليه أبو حنيفة وأصحابه لأن الغرض من الزكاة هو رعاية مصلحة الفقير وسد حاجته فإذا كانت مصلحته في النقود كان إخراج النقود أولي والله أعلم.
* يسأل عبدالحي- م: أقمنا مسجداً علي نفقتنا ووالدي مريض وأوصي بدفنه بالمسجد فما حكم الدين في ذلك؟!
** هذه الوصية مخالفة للشرع لورود النهي من اتخاذ القبور في المساجد ولذلك لايجوز تنفيذها فقد أفتي ابن تيمية أنه لايجوز أن يدفن في المسجد ميت لا صغير ولاكبير ولا جليل ولاغيره فإن المساجد لايجوز تشبيهها بالمقابر وإن المسجد لو كان موجودا ثم دفن فيه ميت وجب أن يسوي القبر وينبش ويخرج منه الميت إن كان جديداً ولكن إذا تم الدفن خارج المسجد أي بجواره فلا حرمة ولاكراهة وقد تم ذلك علي عهد النبي صلي الله عليه وسلم يوم أن هاجر إلي المدينة واشتري أرض المسجد فقام بنبشها وتنظيفها وإقامة المسجد.
* يسأل سلامة محمود هل يجوز نقل الزكاة من مكان وجوبها إلي بلد آخر؟
** يجيب الشيخ أبو الخير محمود: المشروع أن تصرف زكاة كل بلد في أهلها المستحقين لها بدليل قول النبي صلي الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل "فاعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد علي فقرائهم".
ولايجوز نقل الزكاة من مكان وجوبها إلي بلد آخر إلا لمصلحة شرعية راجحة كأن يستغني أهل البلد الذي وجبت فيه الزكاة أو أن يكون فقراء البلد الذي تنقل إليه الزكاة أشد حاجة من فقراء البلد الذي وجبت فيه الزكاة أو أن يكون للمزكي أقارب فقراء ولم تحصل لهم كفايتهم من غيره فيكون هذا رعاية وصلة لذوي القربي.
* يسأل أحمد شوقي هل يجوز احتساب الضرائب من الزكاة؟!
** لايجوز احتساب أي نوع من أنواع الضرائب التي تفرضها الحكومة علي المواطنين في أموالهم من الزكاة الواجبة من أموالهم لأن هذه الضرائب التي تفرضها الحكومة تكون من أجل الصالح العام الذي يعود نفعه علي الغني والفقير وعلي الحاكم والمحكوم وعلي حسب ماتراه الحكومة مناسباً لصرفها وتقديرها وليست هذه الضرائب خاصة بالمصارف الشرعية التي حددتها الشريعة الإسلامية وفضلاً عن ذلك فإن هذه الضرائب لاتنطبق عليها ماهية الزكاة.
* يسأل أحمد سلامة ماحكم تعجيل اخراج الزكاة قبل موعدها؟
*. يجوز تعجيل إخراج الزكاة قبل موعدها متي وجد سببها وهو النصاب الكامل فقد روي أبوداود من حديث علي بن أبي طالب أن العباس بن عبدالمطلب سأل النبي صلي الله عليه وسلم في تعجيل صدقته قبل أن تحل فرخص له في ذلك روي الترمذي من حديث علي بن أبي طالب أن النبي صلي الله عليه وسلم قال لعمر بن الخطاب: "إنا قد أخذنا زكاة العباس عام الأول للعام ويجوز اخراج الزكاة قبل وقتها بسنة أو سنتين إذا اقتضت المصحلة الشرعية ذلك كما يجوز اعطاؤها للفقراء المستحقين في شكل مرتب شهري والله أعلم (منقوله من جريده المساء8/9/2009)